الأخبار و التقارير الإعلامية

التسامح

أسبوع التسامح
في أسبوع التسامح
‏يأتي التسامح بوصفه أعظم القيم التي ترتقى بها الأمم، فهو ليس مجرد خُلُق عابر، بل منهج حياة يُهذِّب القلب، ويهدي العقل للاتزان، ويقود الإنسان إلى أوسع أبواب السلام الداخلي. يبدأ التسامح من الفرد حين يتسامى على خلافاته، ويختار تهدئة النفوس بدلاً من إشعالها، ويؤمن بأن عطاؤه الأخلاقي جزء من مسؤوليته تجاه نفسه وتجاه غيره.
‏وعلى مستوى المجتمع، يصنع التسامح نسيجاً قوياً تُحاك خيوطه من الاحترام، والإنصاف، والتكافل. فالمجتمعات التي تتبنى التسامح ثقافةً يومية هي القادرة على حشد طاقاتها نحو البناء، وتمتين الروابط، وتعزيز الانتماء، وتجاوز الأزمات بوعي لا يترك مساحات للفرقة أو الانقسام.
‏وعندما ينتقل التسامح إلى مستوى الدول، يصبح لغةً دبلوماسية راقية، تُحفظ بها المصالح، وتُصان بها الأرواح، وتُبنى عبرها الجسور بين الشعوب. فالدول التي تنتهج التسامح سياسةً ثابتة، تسهم في استقرار العالم، وترسّخ الأمن، وتفتح آفاق التنمية المستدامة، ليعمّ خيرها داخل حدودها وخارجها.
‏إن أثر التسامح يتجاوز الكلمات؛ فهو قوة إصلاحية تعيد صياغة العلاقات، وتُرمّم ما تهشّم، وتُنعش روح المجتمع، وتذكّر الإنسان بأن أعظم الانتصارات هي التي يربح فيها ضميره قبل كل شيء.
‏وفي هذا الأسبوع، نُعيد التأكيد أن التسامح ليس شعاراً نرفعه، بل ممارسة نعيشها، ومبدأ نتمسك به، وخياراً نرتقي من خلاله نحو مجتمعات أكثر حضارة، ودول أكثر ازدهاراً، وعالم أكثر سلاماً.
التسامح